إسرائيل.. وإحباط كل محاولات السلام

الجمعة يناير 09, 2009 10:30 am

على الرغم من أن الجيش الإسرائيلى يملك «القدرة الكافية لتدمير الشرق الأوسط بأكمله، كما يستطيع تدمير أجزاء مهمة لدى الغرب»، فإن المقاومة الفلسطينية وحدها تستطيع الوقوف أمام واحدة من أكبر قوى العالم، فكيف ترى هذا التناقض؟
فى حقيقة الأمر، إن إسرائيل لم تعمل فعلياً من أجل تحقيق السلام مع الفلسطينيين، ولم تستعمل أى أسلوب بخلاف أساليب الإبادة الجماعية والتطهير العرقى من أجل قتل الأبرياء والسكان الأصليين للبلد، منذ تأسيس الدولة الإسرائيلية فى مايو ١٩٤٨.
الجدير بالذكر أن إسرائيل طردت نحو ٧٥٠ ألف مواطن فلسطينى، وحولتهم إلى لاجئين، ثم تدريجياً أصبحت تمنعهم من العودة مرة أخرى إلى موطنهم الأصلى، رغماً عن قرارات مجلس الأمن، وبالإضافة إلى ذلك استمرت إسرائيل فى تدمير المدن الفلسطينية واحتلال المستعمرات التى تم تحطيمها.
وقامت إسرائيل منذ عام ١٩٦٧ بفعل كل شىء وأى شىء متاح من أجل تحويل أى حلول سياسية مقترحة إلى مستحيل، كما عملت على استعمار المقاطعات واحتلال الطرق غير الشرعية، وعلاوة على ذلك فإنها رفضت احترام الحدود قبل الغزو عام ١٩٧٦، واتبعت سياسة التمييز العنصرى، وجعلت الحياة أمام غالبية الفلسطينيين شبه مستحيلة.
لذلك فلا يوجد شىء سوف يجعل إسرائيل تفكر فى القيام بأى جهود من أجل تحقيق السلام، لأن التورط فى السلام، بالنسبة لإسرائيل، يكون نهاية لـ«إمبراطوريتها المصغرة» لهذا فإن إسرائيل سوف تستمر فى فعل كل ما فى وسعها واستغلال كل قدراتها من أجل عدم تحقيق السلام، ولهذه الأسباب لن يكون هناك أى نوع من أنواع السلام مع إسرائيل حتى إذا تظاهرت بتقديمه على صينية للفلسطينيين.
وقد يلاحظ المواطنون الإسرائيليون الرفض الإسرائيلى لكل محاولات تحقيق السلام، فالرفض للسلام أصبح طبيعة لديهم، لكن السؤال الذى يطرح نفسه هو: لماذا لا توجد أى مبادرة أو أى جهود حقيقية مبذولة من أجل إحلال السلام حتى مع الغرب؟
من ناحية أخرى فإن إسرائيل، وليست إيران، تملك أسلحة نووية، ولديها القدرة على استعمالها، وهددت مراراً وتكراراً باستخدامها، لكنها تتحدث وكأن التهديد يأتى من إيران وليس من إسرائيل، فالدولة التى تدعو دائماً إلى تدمير إيران من أجل عدم الحصول على أسلحة نووية، هى نفسها التى تلك الأسلحة النووية وتهدد باستخدامها، مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا فى حربهما على العراق.