انتحـار طــالب‏!‏

انتحـار طــالب‏!‏
رفض والده السماح له بأخذ الـ لاب توب إلي المصيف
فألقي بنفسه في النيل

ضاقت الدنيا في وجه أحمد بعد أن نهره والده وصفعه علي وجهه لمجرد انه اراد ان يأخذ معه جهاز الكمبيوتر‏,‏ للاب توب اثناء رحلة المصيف فذهب إلي ابن عمه ابراهيم‏..‏ كانت حالته النفسية سيئة للغاية فلم يجد ابراهيم بدا من أن يصحبه لنزهة علي كورنيش النيل لعله يهدأ ويخرج من حالة الضيق التي تملكته تماما‏..‏ كان ابراهيم يتحدث إلي احمد محاولا اقناعه بعدم ضرورة اخذ الكمبيوتر إلي المصيف حتي لايفسد ويهون عليه شدة والده وقسوته عليه معللا بأنها رغبة اب في تأديب ابنه وحسن تربيته ولكن احمد لم يكن يسمع من كلام ابن عمه شيئا فقد كان عقله يهيم في عالم اخر لايدرك شيئا ولايعي من حوله‏..‏ كل ما كان يفكر فيه هو الخلاص من هذا العالم الذي بقدر ضاق به‏..‏

لايدرك إلا تلك الصفعة التي احرقت وجهه وكرامته من يد ابيه وكأنها ضربة قاسمة هوت علي رأسه فأفقدته الوعي والاحساس والرغبة في الحياة ايضا؟مازال ابن عمه يتحدث إليه ولكن كلمة واحدة مما يقول لم تستقر في اذنيه فقد كان هناك هاتف يهتف في اذنيه وملأهما وساوس حتي جعله اصم عن كل شيء‏..‏ اعمي لايري احدا‏..‏ وتولت بداخله رغبة قوية في اتباع ما يمليه عليه الهاتف حيث انتصب واقفا بشكل مفاجيء وكأنه قد ادرك فجأة طريقه الوحيد الذي يسلكه حتي النهاية‏!‏ مشي أحمد نحو سور كورنيش النيل وفي لحظة خاطفة كان قد اعتلي السور وقفز من فوقه ليستقر في قاع النيل في لحظات‏.‏

لم يصدق ابراهيم ذلك المشهد الدرامي الذي وقع امام عينيه وظن للحظة انه نائم ويحلم او يري مشهدا سينمائيا ولكنه افاق علي الواقع فقد القي ابن عمه بنفسه في صفحة النيل بالفعل فأخذ يصرخ ويستغيث بالمارة اللذين تجمهروا حوله‏..‏ بعضهم اخذ يمصمص شفاهه والبعض الآخر يبسمل ويحوقل ولكن احدا لم يفكر في انقاذ الشاب الغريق فهرول ابراهيم وابلغ شرطة النجدة ولكن بعد فوات الأوان‏!‏

بداية الواقعة كانت بلاغا تلقته شرطة النجدة من ابراهيم عبدالمنعم عمر‏20‏ سنة موظف بشركة غاز ومقيم بإمبابة يفيد ان ابن عمه احمد محمود عمر‏20‏ سنة طالب بكلية اداب بنها ومقيم بشبرا الخيمة قام بإلقاء نفسه في نهر النيل لمروره بضائقة نفسية بسبب رفض والده السماح له بأخذ جهاز اللاب توب الخاص به إلي رحلة المصيف‏.‏

علي الفور قامت فرقة من وحدة الانقاذ النهري بمنطقة كوبانية المياه حيث حدد المبلغ مكان سقوط ابن عمه حتي تمكنوا من انتشال الجثة وتبين من المعاينة المبدئية لها عدم وجود اصابات ظاهرية بها فتم نقلها إلي المشرحة وبالبحث والتحري تبين صدق رواية المبلغ فتحرر المحضر رقم‏3575‏ لسنة‏2008‏ وبعرضه علي النيابة قررت تشريح الجثة وغلق ملف القضية لعدم وجود شبهة جنائية‏.‏