تنامي الحركات التنصيرية في المغرب العربي ..إنتبهوا يا مسلمين

الأحد أبريل 20, 2008 10:48 pm

تنامي الحركات التبشيرية في المغرب العربي تحت ستار العمل التطوعي ومكافحة الفقر

يشكل تزايد حركات التنصير مؤخرًا قاسمًا مشتركًا بين بلدان المغرب العربي، تحت شعار العمل التطوعي واستغلال الظروف الاقتصادية المتردية في تحويل آلاف المسلمين عن دينهم، مما يثير المخاوف من أن يؤدي ذلك إلي بداية تفكيك البنيان الاجتماعي والديني المتماسك في تلك الدول، علي الرغم من التجانس الدّيني والمذهبي السائد في غالبيتها.
وأيا كان حجم المسيحيين في المغرب العربي، إلا أن هناك جدلا قائما حول توسع الحركات التبشيرية وعلاقتها ببعض الدوائر الغربية، التي تسعي لإدخال المنطقة في صراعات طائفية.
وتارة يجد التنصير في المغرب طريقه تحت ستار العمل الخيري والتطوعي، وتارة أخري تحت شعار حماية حقوق الأقليات، وتقارير حقوق الإنسان الأمريكية عن المنطقة ومطالبتها بمنح المواطنين المزيد من الحرية الدينية، وأخذ دفعة قوية مؤخرا، حيث تم الكشف عن شبكات تنصيرية في الجزائر والمغرب بعد الدعوة التي وجهها بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر في يناير الماضي إلي المسيحيين الذين يعيشون في الدول العربية، دعاهم فيها إلي تكريس السنة الميلادية ٢٠٠٨ للتوحد من أجل تنصير المسلمين وخصوصا الفقراء.
والمفارقة هنا، كما تؤكد مصادر مطلعة علي الشؤون المسيحية، أن الكاثوليك ينفُـون بشدة إقدامهم علي تنصير شبان في بلاد المغرب، بينما تؤكد تلك المصادر أن البروتستانت يقومون بحملات مكثفة لحمل الشبان المغاربة علي اعتناق المسيحية، مستخدمين كل الوسائل المُـمكنة، إلي الحد الذي شكا منه هنري تيسيي، كبير الأساقفة الكاثوليك في الجزائر، من دور البروتستانت محملهم مسؤولية تدهوُر العلاقات بين الكنيسة والسلطات الجزائرية، كما أدي دورهم إلي «مصاعب خطيرة» تعرض لها الكاثوليك - علي حد قوله.
وزاد عدد المسيحيين في تونس خلال السنوات الأخيرة وشكل قدوم أعداد كبيرة من الأفارقة المعتنقين للدّين المسيحي. بينما نفي أسقف تونس الأب مارون لحام أن يكون للكنيسة أي دور تبشيري، وأن عدد التونسيين المُعتنقين المسيحية محدود جدًا، مؤكدا أن انتشار المسيحية لم يقتصر علي العاصمة تونس، وإنما وصل إلي جزيرة جربة السياحية جنوبا، وأعيد افتتاح كنيسة القدّيس يوسف في جربة بعد ٣٠ سنة من إغلاقها، ويبلغ عدد المسيحيين في تونس ٢٠ ألفا لهم ١١ كنيسة.
وفي الجزائر، كانت الشّـرارة التي أشعلت نار الخلاف الأخير بين السلطات والكنيسة مؤخرا، إقدام الراهب الفرنسي بيير واليز علي إقامة مراسيم الصلاة بمسيحيين كاميرونيين مهاجرين قرب الحدود مع المغرب، فحكمت إحدي المحاكم بسجنه عاما مع وقف التنفيذ بتهمة ممارسة التبشير في منطقة لا يسمح فيها بممارسة الشعائر الدّينية غير الإسلامية.
وطالبت السلطات في فبراير الماضي من الرئيس السابق للكنيسة البروتستانتية القس الأمريكي هيو جونسون مغادرة البلاد، وأشار جونسون إلي أن القرار يرتبط بالحملة الإعلامية الجزائرية علي التبشير في منطقة القبائل. بينما أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أن نشاط التبشير الجاري في الجزائر حاليا، لا علاقة له بالقرار.
وتصاعدت حدة الجدل بين رجال دين مسلمين ومسيحيين بعد اتهامهم بمحاولة نشر المسيحية في الجزائر التي يبلغ عدد المسيحيين فيها ١١ ألفا معظمهم من الكاثوليك، ويجب عليهم الحصول علي تراخيص لممارسة شعائرهم في الأماكن المسموح بها، وبموجب القانون الجديد لعام ٢٠٠٦، يعاقَـب كل من يغري المسلم لتبديل دِيانته أو يشجعه علي ذلك، بالسجن من سنتين إلي ٥ سنوات وبغرامة تتراوح بين ٥ آلاف و١٠ آلاف يورو، ورغم تهوين رجال الدّين المسيحيين من ظاهرة التبشير، فإن الصحافة الجزائرية حذرت من اتِّـساعها، وأكدت صحيفة «لوموند» الفرنسية مؤخرا أن نشاط الإنجيليين حقيقي في الجزائر، وأنه يثير قلق الأهالي. وقال غلام إن البروتستانت يعِـدون من يقنِـع جزائريا بالتخلي عن الإسلام واعتناق المسيحية، بمكافأة ٥٠٠٠ يورو.
ولمواجهة تلك الظاهرة، وضعت بعض الحركات المدنية والسياسية ملفا كاملا للرئيس بوتفليقة لإقناعه بالتدخل لحماية البلاد من تلك الحملات، محذرة من استغلال بعض الجهات الظروف الاقتصادية والاجتماعية العسيرة. وأفادت صحيفة «الرياض» السعودية بأن الأرقام تتحدّث عن تنصير ١٠جزائريين يومياً، وأكدت أن هذا المدّ الإنجيلي يحدث بتوجيه مباشر من قِـبل لجان مختصّـة أبرزها لجنة في الكونجرس الأمريكي، غير أن كاثوليك الجزائر يؤكدون أن الجزائر ليست وحدها المعنية بالحركة الإنجيلية، وأنهم أنفسهم من أكثر المستهدفين.
وتقدم حركات التنصير المسيحية الإسلام علي أنه دين إرهاب، وأن المسلمين هم من أدخلوا الجزائر في قتال دموي في نهاية القرن الماضي. وتتركز مناطق التبشير في منطقة القبائل، وكشفت صحيفة الشروق الجزائرية عن تنصير ٢٥٠ شخصا في الفترة الأخيرة. موضحة أن كل من يتنصر يحصل علي ١٠٠٠دينار جزائري مقابل أدائه الصلاة يوم الجمعة.
وفي المغرب، كشفت صحيفة «التجديد» مؤخرًا عن حملة تنصير واسعة في منطقة «شتوكة»، ذات الأكثرية الأمازيغية، بينها عائلة من ١٧ فردا.
وفي موريتانيا، تشير التقارير المنشورة إلي نشاط المنظمات التنصيرية، وأنها تجد تجاوباً كبيراً من المجتمع بسبب الفقر والجهل، فقد بلغت هذه المنظمات ذات الأهداف التنصيرية أكثر من ١٠٠ منظمة غربية، تجد لها امتداداً واسعاً في إطار إحصاء للجمعيات الأهلية العاملة وغير الحكومية.