أنسب سنوات العمر للإنجاب

الأربعاء أبريل 16, 2008 12:21 am

تمثل مرحلة الحمل والإنجاب في عمر المرأة أكثر المراحل حساسية وصعوبة في حياتها‏,‏ لأنها الفترة التي يتكون وينمو فيها الجنين‏..‏ وقد أجمع أطباء النساء والتوليد علي أن أفضل سنوات العمر لإنجاب أطفال عند الأنثي ما بين العشرين والثلاثين‏,‏ لأنه في هذه الفترة ــ كما يقول الدكتور أحمد التاجي أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة الأزهر تكون المرأة قد تخطت فترة المراهقة واكتمل نضجها وبلوغها تماما‏,‏ وأصبحت دورتها الشهرية منتظمة وغددها الجنسية نشيطة وفعالة‏,‏ والبويضات التي يفرزها المبيض بالغة ومكتملة‏,‏ أما من الناحية النفسية فالمرأة التي بلغت سن النضج تكون أكثر استقرارا من غيرها‏,‏ وغالبا ما تكون قطعت شوطا في تعليمها الجامعي‏,‏ مما يجعلها أكثر تقبلا لفكرة الحمل والولادة وتحمل المسئوليات الناجمة عن هذا الوضع الجديد‏.‏

أما بعد سن الخامسة والثلاثين‏,‏ فتبدأ مرحلة جديدة من حياتها تتميز بعدة تغيرات نفسية وعاطفية وجسدية عميقة‏,‏ من أهمها احتمالات عدم انتظام الدورة الشهرية‏,‏ وبداية تغيب النشاط الهرموني‏,‏ للمبيض‏,‏ وضعف البويضات الصالحة للتلقيح‏,‏ بالاضافة إلي ذلك‏,‏ تفقد المرأة ــ قبيل سن اليأس ــ الكثير من قدراتها الجسدية والنفسية والعصبية للإنجاب وتربية الأطفال‏,‏ وخاصة في عصرنا الحالي الملئ بالهموم وأوجاع الرأس‏.‏ أما بالنسبة للزوج ــ وهذا أمر هام يجب التنبيه إليه ــ فهو الآخريكون قد تقدم في السن أمام زوجته التي تصغره عادة بسنوات‏,‏ كما هو سائد في عاداتنا الشرقية‏,‏ الأمر الذي يؤدي إلي بعض الضرر في حياة الكروموسومات والنواة الحاملة للمواصفات الوراثية‏,‏ و يسبب خلل ونقص في البويضة الملقحة‏,‏ مما يؤدي ــ بنسبة معينة ــ إلي احتمالات ولادة أطفال يعانون تشوهات خلقية‏.‏

ولكن أستاذ أمراض النساء والتوليد يطمئن النساء بأن هذه النسبة ضئيلة‏,‏ وإن كان أطباء الغرب يحذرون منها بصوت عال‏..‏ والدليل علي ذلك ما يشاهده في العيادات والمستشفيات‏,‏ مؤخرا من تجاوز أعمار بعض الحوامل سن الثلاثين وإنجابهن لأطفال أصحاء‏..‏ ولكن من أجل تجنب التعقيدات يجب علي كل حامل متقدمة في السن زيارة الطبيب منذ الشهر الأول من الحمل‏,‏ لتفادي تعقيدات الحمل من ارتفاع الضغط أو تسمم الحمل أو البدانة‏..‏ إلخ‏,‏ خاصة انه قد أصبح بالإمكان الآن‏,‏ كما ذكرنا‏,‏ اجراء دراسة المزايا الوراثية للجنين قبل ولادته‏,‏ وهو لايزال في رحم أمه‏,‏ عن طريق أخذ عينة من السائل الأمينوسي الذي يسبح فيه‏,‏ ودراسة الخلايا الجينية‏,‏ كما أصبح بالإمكان القيام بتصوير الجنين مما يسمح لنا بكشف التشوهات قبل ولادة الطفل‏..‏